Happy Chinese New Year
Glitter Chinese New Year - http://www.chinesenewyeartext.com

الريف ملهم الشعراء

6:03 ص Edit This

Website counter



الريف ملهم الشعراء
الريف مهبط الشعر وخياله ، ونبض مهجته ، وملهم روعته وجماله ... فهو المنهل الذى يروى ظمأ الشعراء ، وعطش الفنانين والأدباء  ....
عند بزوغ الفجر يبوح الصبح بسره ، ويبث طلائعه وبره ، فتسمع حفيف الأطيار ، التى تعانق النهار ، لتبدأ الغناء والطرب , فى ملحمة ملهمة ، يشدو البلبل الصداح ، فتهتف العصافير مهللة بقدوم الصباح ، وهديل الحمام هلَّ وبَدَّر ، والأرض يفترشها السندس الأخضر الذى يسحر العيون ، برونقه ونضرته ، وطيب نسيمه المداعب للغصون ، والغيد الحسان يحملن على رؤوسهن بأمان تام جرارهن ، ويتمايلن بدلالهن ، وهن يضحكن طرباً بملء ثغورهن .
ها هو الريف بحسنه يتغنى الشعراء بجماله ، ويقرضون الشعر فى وصف حاله ، من جداول وزروع وهدوء وسكون ، ووداعة وفتون ، ففى الريف كما يقولون : الماء والخضرة والوجه الحسن ... وفى وصف محمود غنيم الجمال تعبير عن حالة هيام تام حين قال :
عشقوا الجمال الزائد المجلوب
                    وعشقت فيك جمالك الموهوب
كنت الطبيعة وجه أرضك سندساً
                   وحسبت نسيمك اٍذ تضوع طيبه
مالت على الماء الغصون كما انحنت
                  اُم تُقبل طفلها المحبوب ......
وأنشد البرارى هاتفاً فى وصف الحسان وهو يترقب حسناء تسلقت شجره التوت فأنشد :
"صعدت ترى الأغصان غصن قوامها
                 ما أشبه القامات بالأغصان
وحنت على بعض الغصون فخلتها
                 نشوانة مالت على نشوان
 مدت أناملها فقلت لصاحبى
               أرأيت كيف تقابل الثمران؟ !!!
توت بعناب الأنامل يجتبى   
              وما أرخص المجنى و أغلى الجانى".
وتخيل الشاعر البرارى الساقية تأتى على الفلاح البائس الحزين تبكى و تستعطف الدهر.
وبلغ الإعجاب بشاعرنا محمد طاهر الجبلاوى فصور خوار البقر وثغاء الغنم بالموسيقى والغناء وقد توهم وجود ظباء سمع بغامها  فأنشد يقول :
وخوار وثغاء ونعام
               تبعث البهجه فى كل مكان
هى موسيقى جلال واٍنسجام
              تبعث الدنيا بها فى مهرجان
ها هو الريف أروى عطشهم وشكل قوامهم ، وانتشوا بنسيمه وروائحه العطرة ، فأطعمهم وأسكرهم بصوره النضرة ، وأقرضهم شعره ذات مره ، ففاضوا به بفطرة وتلقائية حرة .
ـ نُشر هذا المقال فى موقع دنيا الرأى رابط : http://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/233892.html

فى ظلال الحياة

11:47 ص Edit This

Website counter




فى ظلال الحياة
هى الحياة مفرحة ومؤلمة ، ضاحكة وعابسة ، معاندة ومسالمة ، مطيعة ومشاكسة ، أتيناها لا لنشكو منها ، ولا لنبكى عليها ... أتيناها لنعيشها ونتعايش معها ، نقطف من ثمارها حلوها ، ولا يجزعنا مرها ... نجنى من رحيق فيوضاتها العلم الحلال ، ونهيم عشقاً بالجمال ، نغوص نحو ماضينا العميق ، وتراثنا العريق ، فما حياتنا إلا امتدادٌ لحياة الآباء والأجداد ، دون أن نغفل حقنا فى الانسجام الجاد مع واقعنا المعاش الآن ، بكل معان الفضيلة والالتزام ....  
اٍن الحياة الحقة هى حياة شاقة ، تتطلب منا أن نقابلها بعزيمة وإصرار ، مع الوضع فى الاعتبار مرونة وليونة ورقة ... فلا تثنينا عن الطريق المعوقات ، ولا نلتفت كثيراً إلى ما فات ، فمستقبلنا فى الحياة أهم وأجدى من العيش على أنقاض ما فات من مؤلم الذكريات ...
إن علماء النفس يؤكدون ، على أٍن من يملكون إيماناً وعزيمة وإصراراً على مواصلة الإبداع ، رغم ما يسببه أعداء النجاح من أوجاع ، وعراقيل وعوائق وأوضاع ... تزداد ثقتهم ويزيد إنتاجهم بازدياد تحديهم وإصرارهم على إثبات موهبتهم على الساحة ... فرغم ما يلاقونه من خصومهم نجدهم أكثر سماحه وصراحة من غيرهم ...
فعليك وأنت زهرة يانعة فى روض الشباب الآن ، واٍبتسامة لامعه فى ثغر التطلعات والآمال ، وفجر مشرق فى سماء الحياة ، أن تصعد و تتخطى العقبات ، وأنت تبتسم فى وجه الصعوبات ، فلا تلقى بنفسك فى أودية الغضب ، أياً ما كان  الدافع والسبب ....
واجتهد فى الحياة بالعمل ، واشحن قواك بطاقة التفاؤل والأمل ...  ولا تنظر لنصف الكوب الفارغ ، فيصيبك اليأس ، وانظر إلى النصف الملآن ولا بأس ... عليك أن تستمتع بالخيال والجمال ، مع تبحرك فى أوديه العلم الحلال ، وإلا أصبحت آَله بلا روح ولا شعور ، تدور فى رحى الأيام ، وأنت بين شقيها مطحون مقهور ....
تلك الدروس والعبر ، والوصايا والفكر قد نفعتنى فى حياتى العملية خلال أعوام طوال ، فاستطعت أن أمخر فى عباب بحار العلم المتخصص و دنيا الطبيعه والجمال ... نعم لم أصل اٍلى كل ما أريده حتى الآن ، فمهما نهلت من بحر العلم أجد أحتياجى إلى الارتواء منه يوماً بعد يوم يزداد ... وكلما زادت معرفتى شعرت بالنقص الشديد ، فالكمال لله وحده وهذا أمر أكيد ...
ولكننى عاشقة للحياة بكل مكوناتها ومعانيها وتفاصيلها ... فإن رضيت كفيت ، وإن اٍشتد علىََّ الأمر يوماً من الأيام ، فلا اٍستسلام ، بل أحاول جاهدة التغلب على الصعاب والآلام ، حتى تزول..  و ينقلب الهم اٍلى سرور ،  فبالإقدام والإصرار حققت أهدافى فى الحياة ، بتوفيق من الله ، الذى سدد خطاي على درب الحياة ، و نُلت ما أصبوا اٍليه من نجاح فى حياتى العلمية و الأدبية و الأسرية ، فالحمد لله  تلك هى رحلتى مع الحياة ......
د / مرفت محرم
نُشر هذا المقال فى موقع دنيا الرأى رابط :http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/07/30/233879.html

وجه الاديب

9:45 ص Edit This

Website counter



وجه الاديب
قنديل يضيئ الوجود ليقهر ظلمة الجهل العنود ، فقلمه عود عنبر يفوح بالعطر ويفى بالعهود ، يمطر الشهد فيسقى كل القلوب ، قاسيها  يهتدى ويعود ، ويرسل الحب لكل وجدان يموج عشقا بالورود .....
قلب يعشق الجمال ويفتتن به ، كلما شاهده بوجدانه ، رقة الحس ، وعذوبه النفس إنه السامع الطروب لنغمه ، من بلبل صداح أو كروان يبتهل فيشدو بألحانه الرائعة ، يدعو ويظفر بخاطر فريد يجد فيه المتعه الجامعة ، كالظامئ الباحث عن الماء فى قيظ الحر وسط صحراء شاسعة ...  
انه الشاعر الحالم المتغنى بصور الطبيعه الخلابة ، وقلبه الذى يرشف حلو الفن من صنعه المبدع معبراً عن حالة السحر والاستلابة ....
إن خير ما ينفع الاديب ، هو التراث الأريب ، الذى يتركه لا للقريب الآنى بل للقاصى البعيد ، بعد  رحيله عن هذه الدنيا تاركاً وراءه صفحات ، تتيح للناظر فيها ما أبدعته قريحتة من افكار وعبرات ، ورؤى ونظرات ...  وأن يرى اللاحقون مسرح أحلامه ، وسعة آماله التى  كانت... فحياة الكاتب بحياة كتاباته الباقية ، فى النفوس الواعية التى تقرأ  وتدرك تلك الحركه الطبيعيه ، من حركات النفس البشريه ... التى يصدر عنها آثاراً بلا تكلف يدعو للنفور ، فهى آثار تشبه صدور النور عن الشمس الساطعة ، وتشبه الصدى عن الأصوات الرائعة ، فهو فكر جامع ، وشعاع لامع يشرق فى النفس إشراق المصباح فى زجاجته فتنطلق أشعته من خلال  قلمه وريشته ....
فهو قنديل يضيئ الوجود ، وقمر الهدايه لكل موجود ، إنه نور العلم الباقى وجوهر الأدب الراقى ، فلا يحفل بعد ذلك بشيء باقٍ ، فقد ربح وفاز بهذا الإنجاز الذى يشبه الإعجاز  ، فيتحول وجهه بنور العلم ، وطيب الخلق ، ونقاء الكرم إلى جوهرة ثمينة ، من جواهر الأدب العظيمة ... يستقى إشراقاتة وفيوضاته من نور المنعم ومن معطياته .... فهو قد صنع بقلمه صورة كامله متناسقة ، بدقة وروعة فائقة ... جمعت ملامح الوجه الحبيب  بإشراقة مهتدية وهادية ، إشارتها واضحة بادية لكل لبيب  ...  فوجه الاديب ، شمس لا تغيب 

تم نشر مقال وجه الأديب  بقلم : د. مرفت محرم على موقع دنيا الرأى رابط :

لحن البحر بين العازف والعارف

8:15 ص Edit This

Website counter



لحن البحر بين العازف والعارف
وقفت أمامه أتأمل جماله وأطلت النظر ، كنت غارقة  تائهة بين سحر سمائة وصفاء مائه الفتان ، عازفة مع أمواجة أشجى الألحان ....
فتكشفت لى حقائق ما كانت أبداً فى الحسبان ، فللماء قدرات عجيبة على الإحساس والشعور ، بكل ما يدور حوله من صور وأصوات ، وأحداث وحكايات ، يتأثر بها ويتفاعل معها ويعبر عن تلك الانفعالات ، فالماء يستقبل الكلمات المسموعه والمكتوبه بأية لغة من اللغات ، حتى الأصوات الموسيقية يفهمها ، ويستقبل المشاعر المختلفة وينفعل بها أصدق الانفعالات ...
ان صوته يملأ أذنى وحديثه معى يشجى ، ووشوشتة التى تفضى لا يفهمها الا من درس لغتة ، وعلم مكامن أسرارة الغائرة ، فى أعماقة الثائرة ، وأمواجه الهادرة....
تلك الأمواج التى تلاحقنى ولا أسمع غير صداها ، سلمت لها نفسى السابحة فى هواها ، فالقت بى الى عالم من الهيام والخيال ، وأنا على هذا الحال من السحر ، تداعبنى أمواج البحر بنسيمها العذب ،  والموج يشدنى ويجذبنى ويخاطب عينى فى آن ، ويحدثنى حديثاً واضح البيان ... فبلغتنى  الرسالة التى خصنى ، وتبادلت الحديث الذى يهمنى ، بعشق جارف ، كالذى يدور بين العازف والعارف .
انه لحن البحر الذى تعزفه الأمواج ، يخترق سياج قلبى العاشق ويمنحه التاج ، فيرسل نبضاته لتعلو فوق الامواج ، أطلقت لخيالى العنان فشرد بعيدا عن المكان والزمان ، وراح يشاركه الرقص على أنغام وشوشة الألحان .
ان الروح تهيم لتحلق فوق صفحته ، والشمس تسحر سطح مائة فيالروعته ، يضىء كانة لؤلؤ منثور ، يشد لبك ويجعل  عينيك تدور ، فى فلك هذا المدار ، فلا تستطع الفرار ....
انه الخليل الذى يساعدك الآن ، بعد أن عز وفاء الخلان ، لتلقى بنفسك داخله فتسبح فى هدوء وامان ، كأنك تخترق الوجدان .... سيسمح لك بأن تلقى على أمواجه همومك ، وتبثها شجونك ، فيبدأ فى مداعبتك بكل كيانه ، ويمتعك باحتضان أمواجه العازفة لألحانة ، ستقضى معه وقتا طويلاً  دون إحساس بالزمن .....
فهو الصديق فى المحن ، الوفى عند صفائة ، الذى يزيل همومك بطهره ونقائه ، تلقى إليه بكل متاعبك وآلامك ، فلا يبدى فتورا او استياءاً ، بل حماسة واهتماماً ....  انه البحر بكل ما تحمله الكلمة من معانى الاتساع ، بوسعه يزيل متاعبك ، وتلقى فيه أثقالك بداخله ويساعدك ، ويرحب بك رغم كل ما بك ، ولا يتركك إلا هادئ البال ، صافى الذهن رائق .... ترسل رسائلك إليه فى الحال ، فلا يضيق من الشكوى والسؤال ، بل يحفظها فى أعماقه ، ويعاودك بإلهاماتة وإشرقاتة المبتسمة بسحر الجمال ....
إنه كالإنسان فى طبائعة وتقلباتة ، وتنوع أساليب حياته ، فالبحر كالنفس فى أحوالها ، تعبر عن حالها ، ففى وقت الكدر يصبح كالأشر ، وفى لحظات الانسجام كأنة خير الأنام ...
أنظر إليه وتأمل عزفه ، فقلبك العارف سيدرك لحنه ....
فأنت أمام صفحة من صفحات الجمال ، من صنعة الرحمن المتعال ، فتوحد مع الطبيعة  الخلابة المليئة بالآيات ، ستفيض عليك بالإشرقات والإبداعات والمهارات ....
إسرع وراقب الشمس فى لحظة الغروب ، عندما توشك على الهروب فى البحر وتذوب ، فيهل الآذان بعد لحظة الذوبان والتكبير بالقران ، فهل لك غير أن تركع وتسجد للرحمن ؟

تم نشر مقال لحن البحر بين العازف والعارف بقلم : د. مرفت محرم على موقع دنيا الرأى رابط :
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/07/29/233710.html

وعاد الربيع

1:52 ص Edit This

Website counter



وعاد الربيع
رأيت أشباحاً عارية تقف على مرمى بصرى ، تجمع بين اللون البنى ، والمائل اٍلى الاسوداد.......ما هذه ؟؟!!!
اٍنها أشجار عاريه تماماً من الأوراق الخضراء ، تخلت عنها نضرتها وحيويتها الحسناء ، والتى كانت تضفى عليها البهاء والتألق والأناقة ، تقف الآن بعد اختفاء تيجانها الملكية البراقة  ... شاحبة جرداء فلا نرى إٍلا (باقة) من سيقانٍ غليظة متهالكة ، تخرج من أعلاها فروع كثيرة متشابكة ، تنظر بتضرع اٍلى السماء ، تجيبها بالبكاء فتتألم من قسوه الشتاء ... فقد رحل عنها دفء الكساء ، وتيجانها الخضراء فصارت جرداء كالذى فقد عرشه وعاوده بالرقاء.
ها هو وجه الطبيعه ينعى الانسان فى حاله ، ويوائمه فى كينونته ومآله ... فمن شروق الشباب إلى غروب المشيب حمل رأسه لون البياض العجيب كبشائر اقتراب الوداع والمغيب  .
 اما الأشجار و الزهور فقد هل عليها الآذان ، وخفق الوجدان لمولود جديد ، رزقه عديد ، وعمره مديد ، وشكله فريد ... فهاهى الأوراق تتجدد ، والظلال تتمدد ، و تكسو الطبيعه بسرابيل خضراء يانعه ، وتلبس الاشجار تيجانها المتألقه الرائعة ... فقد جاء مولودها الجديد البديع الذى نطلق عليه اسم (الربيع) .
تختال الزهور وتتمايل فى خمائلها ، كالغاده الحسناء فى أبهى حللها وصورها وحليها ، فتبوح بعطرها الفواح ، ويشدو الطير كلما غدا أو راح ، بأعذب الألحان التى تملأ  الكون بالنغم الصداح ، فتغرقه فى بحر الهوى والعشق المباح .
وها هى النسائم العليلة ، تداعب الاوراق الجميلة برفق وحنان ، فترفرف عليها بأحضان وتموجات ، مؤدية بارتفاعها وهبوطها أجمل الرقصات ... فتتمايل الطبيعة بإعجاب ، معانقة ربيعها الذى عاد ، فيهديها زهر الشعر وعطره الخلاب ، ويرويها بكأس الحب و سحر الفتون ، فتهنأ القلوب بهذا الشجون ، وتسرح فى دنيا من ترانيم الخيال ... تموج فى عزف أوتاره ، وتغرق فى روعه أشعاره ، وفى دفىء نهاره ... لتجتلى فردوسها المنشود.

مع نبضات المحسنين

12:36 ص Edit This

Website counter



مع نبضات المحسنين
اٍن المعذبين فى الارض عذابهم شديد وعميق ؛ أولئك الذين اٍبتلوا بالشعور الدقيق ، والحس المرهف ، والقلب الرقيق , الذين منَ الله عليهم بالضمير الحى ، واليقظة الحادة ، والانتباه القوى ... الذين يذكرون غيرهم وينسون أنفسهم , يضحون براحتهم فى سبيل اٍسعاد غيرهم , يحرصون على  الواجبات ويخلصون فى أدائها ، ويتغافلون عن حقوقهم والمطالبه بها ..... إنهم أهل الاحسان .
يستعرضون بالليل ما قدموه بالنهار , فيحاسبون أنفسهم على كل صغيرة وكبيرة ، بشدة وعى وقوة بصيرة ... فيحصون ما اٍرتكبوه من هنات ، ويبالغون فى تأنيب الذات ، ويتجاوزون عما قدموه من حسنات ... فتسجيل ما عليهم هو كل همهم ، دون النظر إلى ما لهم .
هم اولئك الذين يصادفون سوء الطالع والهوان , يسعون للاحسان فتسبق اٍليهم الاساءه ، يحسنون الصنيع على الدوام فيقابلون بالجحود والنكران , يفرضون على أنفسهم واجبات لم يطلبها منهم أحد ، دون النظر إلى من شكر أو من جحد ... وتأثرهم الكلمه الطيبه الشفيقة ، و المجامله الرقيقه ... فتصبح ديناً فى أعناقهم ، يدفعهم أكثر من غيرهم للمبادره اٍلى أدائه ، و التفانى فى سبيل الوفاء بها ... و هم لا يهدأون فى سعيهم الحثيث ، وطبعهم الحريص على السير فى الشوط حتى نهايته التى يعدونها ضرورة ، ولا يبغون من وراء ذلك جزاءاً و لا شكورا.
يحملون أنفسهم تبعات ، ما فى آمالهم من تطلعات ، قد لا تجرى على خاطر غيرهم ممن هم فى سبات ... لأنهم  يعدون بذلهم فريضة ،  طوراً بحق الصداقه الأكيدة ، وبدافع الموده الحميدة ، وحيناً آخراً ـ وهذا هو الأهم ـ  كواجب اٍنسانى أشمل وأكمل وأعم ...وهل هناك أسمى من الشعور بأدائك لواجب إنسانى عام ، دون انتظار لأن تجزيك الانسانيه على صنيعك الهام ، ولا على سعيك الدؤوب الهمام ، فكل فكرك والدافع وراء بذل جهدك فى أى مكان وأوان هو إرضاء الضمير ، والاستجابة لنداء الواجب دون تقصير أو توانٍ أو خذلان  .
اٍنها صور مختلفة و متعددة الأشكال والصفات والألوان لأفئدة نابضة بصفات الإحسان ... فقد منَ الله عليها بالحس المرهف الدقيق ، والإخلاص الحقيق ، والقلب الرقيق ... فهنيئاً لأصحاب تلك القلوب على صنيعهم المحمود ، وعلى ما تحملوه من عذاب و جحود .... فالإحسان لا يعادله شىء كان اٍلا أعلى درجات الجنان ، عند الرحيم الرحمن فى جنات النعيم مع الأنبياء والصالحين ...
فاللهم اٍجعل قلوبنا تنبض بالاحسان ، وتمتلىء بالعطاء ، وتفيض بالرحمه ، وتقابل السيئة بالحسنة ، ولا تنتظر من العباد جزاءاً و لا شكورا.

على خطى العبقرية

5:22 ص Edit This
Website counter


على خطى العبقرية

إن العمل الخلاق هو البراق الذى يطيل الحياة فيرفعنا درجات ؛ تلك هى الحقيقة الملتبسة على كثيرين ، ولا يدركها المرء إلا بمرور السنين ، فهيهات هيهات أن يتحقق الفلاح ويؤذن بالنجاح لمن اعتمد الصدفة العابرة دون الخبرة المعتبرة ، فسنوات عمرنا هى زادنا لاكتساب المزيد من التجارب والخبرات ... على نحو يفيدنا ويفيد غيرنا فيما هو آت ؛ فتبدو الأعمال والأقوال والتصرفات على نحو صادق ومعبر وأمين  اعتماداً على رصيد السنين ، وما يفيض به المولى ـ سبحان رب العالمين ـ على عباده المخلصين من تجليات ونفحات .
إن سنوات عمرنا هى الزاد والزواد فمن بلغ السبعين لاشك أنه استفاد ، فالثلاثين الأولى هى منتصف العمر ونصف خبرة ونصف المعين المتوافر لدى الرواد ... فعلى طريق العبقرية ينتصر الجاد وينهزم من حاد وجانبه الصواب ... إن الحياة فرصة إن ضاعت منها لحظات ضاعت سنوات بلا حساب ، فانتبهوا يا أولى الألباب
فالعبقرى لا يمتلك معجزات و لا كرامات إنما يعمد  إلى الاعتماد على ملكاته الطبيعية ، وخبراته الحياتية ، وأطروحاته الذكية لينفع الناس بعصارة تجاربه وعمق فكره ودقة تحليلاته واستنتاجاته .... ولأنه عرك الحياة لسنوات نجده يحيا بلا ملل ولا سأم ، يحث الخطى نحو الانتصار والنجاح بالمثابرة والعمل ، ولا يعرف الفشل ؛ فروح التحدى وقودها الأمل  .... وهكذا نجده عند أى نازلة من النوازل والملمات لايستكين أو يبكى على ما فات ، بل بإرادة لا تلين وعزيمة لا تستكين يلقى بهمومه وأحزانه وراء ظهره الماض ، مستقبلاً نهر إبداعه الفياض بعقلانية يمتلك أدواتها ، ومهارة يشكل مفرداتها ، وطاقة خلاقة تبوح  بأسرار مكنوناتها ....
ولنا فى صفحات الكتب الأدبية و العلمية النماذج الجلية لرجال تخطوا مرحله الشباب كمرحلة للاستعاب ثم ابدعوا فى  النصف الاخر من حياتهم على نحو يدعو للانبهار والإعجاب ... هذا ما قاله الفيلسوف الألمانى شوبن هاور الذى لم يتمتع بالشهرة الواسعة إلا بعد أن انقضت فترة الشباب الرائعة ؛ فلم يعترف أحد بكتابته الفلسفية ورؤاه الفكرية إلا بعد النصف الثانى من حياته الثرية .
والكاتب الكبير جورج برنارد شو الأيرلاندى الأصل ظل رافعاً نصل قلمه الساخر حتى آخر يوم فى عمره الزاخر منتصف التسعين ( 94 عاماً) ، دون أن يتوقف عن الإبداع أو يستكين ، فحياة المبدعين تبدأ بعد الستين ...
وهاهو الكاتب المصرى الشهير نجيب محفوظ ظل يكتب حتى تجاوز عمره التسعين بكثير (95 عاماً) .
ولأن الحكمة مرتبطة بخبرات السنين  فقد عبر عنها سقراط فى سن السبعين ....
وكذلك الشاعر جوته الذى صب علي حكمته مزيج روحه فى روايته فوست ، فتوجت حياته و اتمها قبل وفاته عن عمر مديد فوق الثمانين (83عاماً) .
وعلى خطى العبقرية سارت شخصيات سياسيه طال عمرها وحسن أداءها وعطاءها أمثال مونستن شرشل الذى وافته المنية عن عمر 98 عاما قضاها فى دأب لا يلين  دون أن يشعر يوما بأثر السنين .... وكذلك بنيامين فرانكلين الذى ظل عضوا عاملاً بحنكة وروية فى مختلف الشئون السياسية حتى عمر ناهز 84 عاماُ.
و ها هو الشاعر الامريكى ينج فلو يكتب لأحد أصدقائه كيف يكون شعور الانسان عندما يبلغ سن السبعين .....
أما أنا فأقول لك بخبرة السنين : إنها أشبه ما تكون بعملية تسلق جبال الألب بكل همة ، فأنت تصل إلى أعلى قمة يكسوها الجليد و فجأة تنظر خلفك فترى الوادى السحيق البعيد ، فإما أن تجد فى نفسك المزيد من القوة لتسلقها والوصول إلى ما تريد ،  وإما أن تخزلك قواك بفعل الخوف والإحباط الشديد ....
إن الحياة فرصه فاغتنمها ، استمتع بها واستخلص منها كل نافع ومفيد ، ومن السنين لا تسخر بل سخرها فى عمل خلاق مفيد ...
عندما سٌئُل توماس اديسون المخترع الشهير عن كيفية تمكنه اليسير من إختراع مئات الأشياء بنجاح يدعو للانبهار والفتون ... إبتداءاً من المصباح الكهربى حتى الجرامافون كان رده بسيطاً غير شاق : "بالعمل الجاد و ممارسه التفكير المبدع الخلاق".
هذا هو النهج الراقى المفيد الذى يحقق للمرء فى العمر المديد نجاحاً وفلاحاً غير بعيد ، ويصل به إلى العبقرية الفذه بكل تأكيد .

...............................................................
ـ نُشر هذا المقال فى موقع دنيا الرأى رابط :
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/09/24/238239.html

رحلة على شاطىء الأحلام بقلم : الدكتورة مرفت محرم

4:37 ص Edit This
Website counter



رحلة على شاطىء الأحلام
يا لجمال الطبيعة الأخاذ ، الذى لايدركه إلا من انحاز لروح طفولته ، ففاز بالانعتاق من ربق كهولته ، بإيعاز من استواء فطرته ؛ حينها ..تلمس الروح سحرها الفتان وتشعر بهجرة الأحزان وسعادة الأيام ... بانطلاقها البرىء على شاطىء الأحلام
هناك على رمال المعمورة ، كانت الصورة مليئة بمشاهد البهجة والابتسام ... فسرعان ما اتجه الأحفاد إلى البحر الذى عاد بمرحهم أمرح ، وبفرحهم أفرح ....  أخذوا الدلاء والعوامات ، وانطلقوا فى مجموعات ... وما لبثت أن تعالت الصيحات ، والأغانى والرقصات ، فرفعت السعادة رايتها مؤذنة بميلاد يوم جديد ، على الشاطىء السعيد
رحلت الهموم وغادرت الغيوم والسحاب ، وتوقف الزمن وارتاح العقل من الحساب ؛ فانغمست نفسى فى تلك الطبيعة البكر ، ومنحتنى أجازة من كدر العمر والفكر
عادت طفولتى التى هجرتها وهجرتنى منذ زمن بعيد ـ عود حميد ـ فعانقتها وعانقتنى ، وفى عينيها نبرة حزن شديد ، تصالحنا فى هذا الجو البديع ، حيث الغناء والطرب الرفيع يعانق الأصداء من جديد
فهاهم أحبابى يصولون ويجولون ولا يمكثون على حال ، ثم هاهم يجلسون بكل سرور وجمال ، ليحولوا الخيال إلى قصور من رمال ، أحاطوها بأسوار عالية ، فإذا بموجة عاتية تهدم البنيان ... فتعالت الصيحات والصرخات
إنه اللهو البرىء ، والضحك المضىء الذى كسانى بالفرح ، وغسلنى من الترح ... فغمرتنى السعادة ، وشعرت بولادة طفولتى من جديد ، تلك الطفولة التى عادت ، بعد أن بادت الأحزان ، لتسقينى من سحر الطبيعة ، وانطلاقاتها البديعة ، كأس الفرحة الملآن
إن الخيال ينطلق فى هذا المكان بلا حدود ، والسعادة تكتب مواثيق العهود ، بكل حب وبراءة وحنان ، لتقف فى وجه الأحزان ، فيزيحها عنا الزمان
إن الجمال الفطرى فى الطفولة ، يبعدنا عن هم الكهولة ،فتعود النفس إلى سيرتها الأولى ... منطلقة ومعها جسد الإنسان، نحو آفاق تصلح ما أفسدته الأيام ،
إن اللعب ليس حكراً على الأطفال وحدهم ، كما أن السعادة ليست حكراً على أحد ، لهذا فمن حقنا أن نفرح ونمرح فالمرح استحمام فى نهر السعادة ، يمنحك طاقة ولادة ، وحيوية خلاقة ، وانطلاقة سباقة ، لتشارك فى الحياة ، بالقوة والنشاط ، والحب والانبساط
إن أبناء الطبيعة هم السعداء ، لأنهم أحرار طلقاء ، تجتمع فيهم براءة الأطفال وحكمة الكبار ....  فلنحيا بروح الطفولة فى ضوء النهار ، ونغلق عنا باب الكهولة ، ونحن كبار ، فتبقى عقولنا تحكم أمورنا ، بنور وعلم ، وحسن اختيار
........................................................
ـ نُشر هذا المقال فى موقع دنيا الرأى رابط :